المادة الخامسة : تصنيف العلوم عند ابن باجة

د.م.100.00

الوصف

ملخص: تظهر أهمية تصنيف العلوم والمعارف عند الفلاسفة والعلماء المسلمين من جهات عدة: أولها أن مسألة التصنيف لم تكن عندهم أمرا اعتباطيا، بل خضعت لمعايير علمية يقوم من خلالها هؤلاء العلماء والفلاسفة هذه العلوم ويحددون مراتبها، من قبيل معيار الحاجة والمنفعة، أو معيار الوثاقة، أو معيار الشرف. والجهة الثانية التي تظهر من خلالها أهمية تصنيف العلوم هو أن هذا التصنيف كان مرآة تعكس درجة تعاطي هؤلاء الفلاسفة في السياقات الإسلامية للعلوم التي ورثوها عن اليونان وغيرهم. وأما الجهة الثالثة والأهم، فهي أن تصنيف العلوم كان بمثابة تكوين ذاتي يخضع له الفيلسوف عبر مسار تربوي ومعرفي معين، قد يزيد أو ينقص، ينتقل فيه من علم إلى آخر. وبالرغم من أن الفيلسوف الأندلسي ابن باجة (ت. 533هـ/1138م) لم يترك لنا مؤلفا مخصصا للقول في مسألة التصنيف، فإنه مع ذلك رسم مسارا معرفيا أصبح يشكل نموذجا يحتذى به في مستوى تكوينه الذاتي؛ من خلال تصنيفه للعلوم وترتيبها من جهة أولى، ومن خلال انعكاس هذا التصنيف على كتاباته الفلسفية من جهة ثانية. وتظهر أهمية النظر في مسألة تصنيف العلوم عند ابن باجة في أنها تكشف لنا عن تصوره لمجموع المعارف والعلوم المعروفة في زمنه ولطبائع العلاقات التي تجمع بين هذه العلوم والمعارف. وهذا ما يحاول مقالي أن يظهره.

فإلى أي حد انفصل نموذج ابن باجة في تصنيف العلوم عن النماذج السابقة في تصنيف العلوم والمعروفة في زمنه؟ وما هي القيمة التي قدمها ابن باجة لمسألة تصنيف العلوم في أعماله المنطقية والطبيعية والبيولوجية؟ وما هي انعكاسات هذا التصنيف على فلسفة ابن باجة ذاتها؟

error: Content is protected !!