الوصف
ملخص: على الرغم من أن أرسطو قد خصص في كتابه الأخلاق إلى نيقوماخوس مقالة كاملة لفضيلة العدالة، إلا أن الفارابي لا يتحدث عنها كثيرًا في السياقات الأخلاقية والسياسية التي تعرض لها. فهو يصر على أن الفضيلة هي واسطة بين طرفين، ولكن من حيث هي عدالة فإنها ليست واسطة بالطريقة نفسها التي يقدمها بها على أنها تلك التي تحدد ما هو الجزء العادل أو القسط. ومع ذلك، فإن المعلم الثاني لا يقتصر على المفهوم الإنساني أو السياسي للعدالة، فهو يقدم أيضًا تصورا عن العدالة الطبيعية والإلهية، والذي يضمن جزءًا ثابتًا ومقسطا من الوجود لجميع الكائنات، ومن ثم خلود العالم والأنواع. لذلك، فهو يطور تناظرا بين المفهوم الحقيقي للعدالة الإلهية/الكونية والعدالة الإنسانية الحقيقية، بالإضافة إلى التناظر بين المفاهيم الخاطئة للعدالة الإلهية/الكونية والعدالة الإنسانية الزائفة؛ وهو بذلك يربط بين العدالة الإنسانية والإلهية/الكونية.