الوصف
ملخص: يهدف هذا المقال إلى تقديم عرض مفصل عن تصور الغزالي للعلم. وقد سعينا فيه إلى الكشف عن الطريقة التي حاول بها هذا المفكر التوفيق بين التوجهات الفكرية المختلفة التي انتمى إليها، بناء على فرضية أن فكره كان قد جمع بين الفلسفة وعلم الكلام والتصوف. وقد انطلقنا من بيان أن تصور الغزالي الفلسفي للعلم كان مرتبطا بموقفه من المنطق الأرسطي. ذلك أنه بالنظر إلى هذا الموقف يمكن أن نفهم كيف بنى تصورا يجمع بين تبني جملة من الأقاويل التي لا تنتمي إلى الفكر الكلامي (مثل قوله بروحانية النفس وبوجود الكليات في الخارج) وبين موقف إيجابي من العقل يثمنه ويعتبر أنه مصدر أساسي من مصادر المعرفة. لكن هذه الثقة في العقل لا يمكن أن تكون عند الغزالي ثقة مطلقة. فوفاؤه لمذهبه الكلامي وانتماؤه للتقليد الصوفي يجعله ينحو نحو الحد من هذه الثقة ويسعى إلى البحث عن مصدر آخر للمعرفة غير التجربة والعقل. وسنجد الغزالي يلجأ إلى الوحي ليجد فيه أساسا للعلم يستجيب بشكل أفضل لاعتبارات من طبيعة دينية.