الوصف
لقد بات من المسلم به لدى الدارسين أن فهم تطور الفلسفة في السياقات الإسلامية يقتضي استيعاب المؤرخ لتفاعل الأفكار العلمية والفلسفية عبر مجالات معرفية عديدة، من قبيل علم الكلام، وأصول الفقه، وعلوم اللغة، إضافة إلى فنون ”الفلسفة“ بمعناها الخاص (الذي ينسحب حصرا على الشروح والنقود والكتابات التي تفاعلت مع المتن الفلسفي القديم، خاصة الإغريقي، بأشكال مختلفة). وكتاب الفلسفة والفقه في العالم الإسلامي، الذي تتولى هذه المقالة مراجعته، يجسد هذا الفهم الأوسع للفلسفة في السياقات الإسلامية، ويسير على الخطى نفسها التي اتبعها منسقه پيتر آدامسون (أستاذ الفلسفة بكينگز كوليج لندن، وجامعة لودويك ماكسيميليانز بميونيخ) قبل حوالي عشرين سنة في تحرير كتاب دليل كامبريدج للفلسفة العربية بمعية ريتشارد تايلور (الصادر أول مرة سنة 2005م). ففي دليل كامبريدج تبنى آدامسون ومن معه من الدارسين مفهوما واسعا للفلسفة العربية لا يقتصر على الفلاسفة وحدهم، بل يغطي قضايا فلسفية في علم الكلام، وأصول الفقه، والعلوم الطبيعية، وغيرها. هذا التوجه يعكس أيضا مشروع آدامسون في سلسلته الشهيرة،” تاريخ الفلسفة بدون أية فجوات،“ كما يتلاقى مع مشاريع علمية عديدة في التأريخ للتفكير الفلسفي في السياق الإسلامي