8. Jūrje Zaynātī. Falsafat Ibn Bājja wa Atharuhā [Ibn Bājja’s Philosophy and its Impact]. Beirut: al-Markaz al-ʿArabī li-al-Abḥāth wa Dirāsat al-Siyāsāt, 2019.

د.م.100.00

التصنيف:

الوصف

أصدر الدارس جورج زيناتي (ت.2021) كتابا بعنوان فلسفة ابن باجة وأثرها عام (2019). والكتاب، كما نفهم من السلسلة التي صدر ضمنها ومن الصفحة الداخلية، ترجمةٌ لعمل حرره المؤلف في الأصل بالفرنسية ونشر عام 1979، وهو La morale d’Avempace[1]. ولا يخفى على الناظر أن المسافة الزمنية الفاصلة بين النشرتين ليست بالقصيرة، وأن هذه المدة قد عرفت تطورا كبيرا في مجال الدراسات الباجية. فما الداعي لترجمة عمل مر عليه كل هذا الزمن؟ هنا يكمن التحدي الحقيقي بالنسبة لهذا النوع من الدراسات.

الواقع أن العمل ليس ترجمة بالمعنى المتداول، لكنه ترجمة مكيفة، أو لنقل نشرة عربية مزيدة ومنقحة؛ ذلك أن النص العربي ليس إعادة إنتاج كامل للنص الفرنسي. فقد حاول المؤلف تحيين عمله والانفتاح على بعض الدراسات التي صدرت بعد 1979. وبالفعل فإننا نجد إحالات على شارل جُنُكون (Charles Genequand) وجمال الدين العلوي (ت.1992) ومعن زيادة (ت.1997) ومحمد المصباحي، بل إننا نجده ينفتح على بعض الكتابات التي صدرت عن هواة الفلسفةِ العربية الإسلامية، كفتحي المسكيني. فإلى أي حد صار الكتاب في صيغته العربية منتميا إلى زمنه، منخرطا في الإشكاليات التي تشغل المختصين في فلسفة ابن باجة؟

يبدو عنوان الكتاب أكبر بكثير من حجمه (132 صفحة من القطع المتوسط) ومضمونه. فهو يوحي للقارئ بأن زيناتي ينظر في مجموع فلسفة ابن باجة، وما لهذه الفلسفة من تأثير، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في الفلاسفة المسلمين الذين جاؤوا بعده (ابن طفيل ت.581هـ/1185م، وابن رشد ت.595هـ/1198م، وابن ميمون ت. 603هـ/1204م)، وفي الفلاسفة الغربيين، كباروخ اسبينوزا 1677) (Baruch Spinoza, d…. لكن بالعودة إلى مضامين هذا الكتاب، يتبين أن المقصود بفلسفة ابن باجة عند زيناتي هو نص تدبير المتوحد ورسالة الوداع ورسالة اتصال العقل بالإنسان وهذه الأعمال تمثل، في تقديره، ميتافيزيقا ابن باجة أفضل تمثيل. ومن هنا يبدو أن عنوان الكتاب لا يخدم مضامينه ولا فصوله، ولا يعبر عنها.

يتألف الكتاب من سبعة فصول مع مقدمة وخاتمة ولائحة للبيبليوغرافيا وفهرسٍ عام. أفرد زيناتي الفصل الأول للحديث عن حياة ابن باجة ومؤلفاته؛ ثم انتقل في الفصل الثاني للخوض في ميتافيزيقا ابن باجة. أما الفصول الثلاثة الموالية فقد خصصها لمستويات التدبير في علاقته بالإنسان، حيث نظر في الإنسان تحت نظام التدبير الجسدي (الفصل الثالث)، وفي الإنسان تحت نظام التدبير الروحي (الفصل الرابع)، وفي الإنسان تحت نظام التدبير العقلي (الفصل الخامس)؛ وأما الفصل السادس فقد خصصه لفحص ”الفلسفة السياسية“ لابن باجة؛ بينما أفرد الفصل السابع والأخير لتعقب أثر ابن باجة على الفلاسفة المسلمين والفلاسفة الغربيين

error: Content is protected !!